بسم الله الرحمن الرحيم
(النظام , النظافه , اصحاح البيئه )
(نظريه شرعيه جماليه صحيه )
mmahgoub4120@gmail.com
محمد محجوب عبد الرحيم
دعاني بعض الفضلاء في الأسبوع الماضي للحديث عن النظافه ، اصحاح البيئه في منطقة شرق النيل. تهيبت الأمر أبتداء ثم أقتحمته بما فتح الله به علي بديهه فطالني سعة الموضوع وأهميته فرأيت أن أكتب هذه المقاله لعل أن ينفع الله بها .
يأمرنا الله سبحانه وتعالي بالتفكر في خلق الكون اكثر من ما فيه من جمال وعبر فيقول (.. ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) . ويقول سبحانه منوها لدقة الخلق ( .. خلقنا من كل شئ موزون) ويخبرنا سبحانه أن كل شئ مخلوق بقدر وحساب ونسبه معلومه ( ان كل شئ خلقناه بقدر) وان كل المجرات والكواكب تسيرفي مدار محدد ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) .
وفي جمال خلق الأرض يقول سبحانه ( .. أنشأنا منها حدائق ذات بهجه ) مما يدل دلاله صريحه أن الجمال يبهج النفس ويشرحها ويبهجها .
يقول نبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم : ( ان الله جميل يحب الجمال) وعنه رأي رجلا هيئته رثه أمره أن يصلح حاله فقال ( ان الله يحب أن يري أثر نعمته علي عبده)
وقال للذي جاء ثائر الرأس واللحيه ( من كانت له جمة فليكرمها ) أي فليهذبها بالنظافه والتمشيط والدهن .
اذا تفكرنا قليلا عن أمر النظافه الشخصيه أو كما يعرف بالطهاره في المصطلح الشرعي لرأينا عجبا . فالانسان اذا نوي الاسلام كان أول ما يفعله هو أن يغتسل ويتطهر مؤذنا بخروجه من عالم الأدران والأرزان الي عالم الطهاره ( النظافه الايمان) .
كذلك اذا أراد المسلم أن يعبد الله بعد حدث أكبر فعليه غسل أيضا يلج بعده وهو في حالة من النظافه والراحه والاطمئنان وأذكر هنا أن أحد الاخوه العرب ابان عهد الطلبه أخبرني أنه لا يستطيع أبدا أن يخرج للشارع وهو في حالة نجاسه رغم انه لم يكن يصلي لم يكن ملتزما بالدين ! أنها نظافه مطلوبه بعد الخروج من مسفرات شهوه عارمه أو حيض أو نفاس وكلها حالات تتطلب ذلك .
لو تفكرنا قليلا أيضا نجد أن عباداتنا كالصلاة مثلا تحتاج لتهيئه نفسيه وجسديه تبدأ بالوضوء اسباغ الماء وهذا أخبرنا نبينا محمد ( صلي الله عليه وسلم) أن الانسان اذا فعله لم يبق من درنه شئ.
النظافه الشخصيه اهتم بها الاسلام فالاستحمام الشامل سنه مؤكده
مره واحده علي الأقل في الأسبوع يوم الجمعه.
النبي ( صلي الله عليه وسلم) حببنا في النظافه بحيث أمرنا أن نأتي المساجد بثياب نظيفه ( فليجعل أحدكم ثوبين لصلاته غير ثوبي عمله ).
أنسب لنا لبس البياض أولا ملاءمته لطبيعة الطغس الحار في الجزيره العربيه لأنه عاكس للشمس ثم لأنه يظهر اتساخ الثوب فيحافظ المسلم علي نظافته . حتي قضاء الحاجه وضح لنا نبينا ( صلي الله عليه وسلم)
كيف نقضيها بالجلوس علي الضغط علي الرجل اليسري وهذا الوضع الأمثل حتي لا تتبقي فضلات في الجسم وهو ما اعترف به احد أشهر
أطباء أمريكا دكتور آرنس اللذي أسمي هذه الجلسه بوضعية الحرف الانجليزي (S)
للأسف الاستلاب الحضاري جعلنا نأتي بما يسمي بالمقاعد الأفرنجيه نجعلها في بيوتنا !
لا ننسي هنا أن الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ندب وسن لنا استعمال الماء في الاستنجاء كما أخبرتنا السيده عائشه رضي الله عنها الأمر الذي يمنع حدوث سرطان المستقيم. النظافه الشخصيه أيضا تظهر في غسل اليدين مثل الأكل وبعده كما درسنا في المدارس الابتدائيه .
الآن تحاول الأمم المتحده أن تطلق برنامج أسمته ( غسل اليدين) ليس له أي لون أو طعم أو رائحه لأنه منفصل تماما عن واقع الدين وتعاليم الشريعه دائما ما يتسائل المسلمون أين وعن التفاصيل الصغيره والدقيقه في سنة الرسول صلي الله عليه وسلم فسأل أحدهم عن تقليم الرسول(ص)
لأظافره فوجدنا أن السنه تحدثت عن ذلك حيث يقلم المسلم أظافره كل أسبوع في يوم الجمعه .
نظافة الجسد فبعد ما أوضحنا من أنواع الغسل والطهاره في المناسبات المتعدده نجد أن الرسول (ص) سن لنا ازالة شعر الجسدغير المرغوب
فيه بما أسماه سنن الفطره ومنها الاستحداد وهو ازالة شعر العانه والأبطين . هنا نقطه للبحث يا ليت المتخصصيين يبحثون فيها الا وهي أنه (ص)
قال ( نتف الابط) ولعل في هذا الاسلوب حل لمشكلة الرائحه الكريهه
التي تنبعث من هذا المكان الأمر ادي لرواج سلع المزيلات !
كثير من الأحيان يصاب الانسان بحاله من الغثيان لما يشم من روائح
كريهه منبعثه من أفواه بعض الناس اللذين غفلوا عن سنه عظيمه وهي
سنة السواك الذي قال عنها نبينا أنه ( مرضاه للرب مطهره للفم) .
كراهية نبينا للروائح الكريهه ومحبته للعطور فأمر أتباعه بعدم أكل الثوم
والحضور للمسجد بلفظ مقرع شديد ( لا يقربن مسجدنا) . يقاس علي الثوم في رائحته الكريهه السجاير التمباك وما كان في حكمهما.
فيما يتعلق بنظافة الدور سن لنا رسولنا الكريم نظافة هذه الدور فقال
رسول الله (ص) ( نظفوا آنيتكم ولا تتشبهوا باليهود ).
لا يخفي علي كل مسلم اهمية النظافه وطهارة المكان في اداء الصلوات وهي عباده عظيمه من أجلها يحافظ المسلمون علي طهارة بيوتهم فجعل بعضهم أحذيه خاصه لدخول الحمامات حتي لا تنتقل النجاسات لبقية أنحاء البيت.
بل هناك وعيد لمن لا يتنزه عن البول حيث قال صلي الله عليه وسلم
( انهما ليبعذبان ومايعذبان في كبير فأما أحدهما كان يمشي بالنميمه وأن الآخر فكان لا يتنزه عن البول ) .
نقرأ منذ أن كنا صغار سورة المسد قصة أم جميل حمالة الحطب التي كانت تضع الأشواك في طريق الرسول (ص) . هنا نقول ان هذه الأشواك التي كانت تضعها كانت تؤذي النبي (ص) وبقية الناس أيضا.
صحيح أنها استحقت النار بسبب كفرها ولكن كانت الخصله المؤديه الي ذلك هي أذية الناس وأولهم النبي (ص) في طرقاته ويمكن قياس هذا الأذي بأوساخ الناس اليوم وتركها ورميها في طريق الناس يؤذيهم
ويؤدي لتطايرها وانبعاث الروائح الكريهه منها وتوالد الذباب و
الباعوض الذي ينقل الأمراض وهو أمر سيصيب جميع بما فيهم الشخص الذي رمي هذه الاوساخ!.
عندما تحدث النبي (ص) عن شعب الايمان ذكر منها اماطة الاذي عن الطريق الاوساخ والاشواك من أكبر الاذي .
من معجزاته (ص) نهى أمته عن الشرب من منطقة ( الثلمه)
في الكوب والثلمه بمعني الشق أو المكان الحاد فعلمنا الآن في عصر
العلم وبعد اختراع المكبرات وجود أعداد هائله من المكروبات التي
تتواجد في هذا المكان ويستنبط من هذا أهمية جعل غرف العمليات وعنابر العنايه الفائقه لاتحتوي علي زوايا حاده او قائمه حتي لا تتكون مستعملاات البكتريا هذه.
أندهش عندما أجد غرف عمليات بها بلاط أو سيراميك أو حتي رخام
لأن الفواصل الموجوده بينها تصبح( ثلمات) تجمع البكتريا حتي تصبح
مقاومه للمنظفات والمعقمات.
الآن هنالك ماده حديثه تجعل السطح منبسطا تماما دون وجود زوايا
حاده أو فواصل تسمي الايبوكسي ويمكن أيضا اضافة ماده تساعد علي قتل أي بكتريا تسقط عليه حتي نحافظ علي حياة الانسان.
اللوثه التي أصابت العالم بما يسمي الحفاظ علي البيئه نجد شواهد في النصوص تهتم بهذا الأمر فيشير الله سبحانه وتعالي الي ان الكون خلق
في توازن النسب ( . خلقنا من كل شئ موزون) ( ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تزكرون)
فيجب عدم العبث بالتوازن الكوني والأحيائي كما يحب العالم الجليل
الكاتب الساخر حساس محمد حساس أن يذكردائما .
يتحدث المحللون بأن الحروب القادمه ستكون حروب المياه نجد أن
ديننا ، نبيننا محمد(ص) يدعونا لعدم الاسراف فيه حتي وان كنا في نهر جاري وأمرنا بتغطية الأواني حتي لا تتلوث. كذلك نهى (ص) عن قضاء
الحاجه في موارد المياه. أيضا نهى الرسول (ص) عن قطع الأشجار وقتل الحيوانات من دون حوجه وسيدنا أبو بكر نهى جيش أسامه عند خروجه غاذيا عن هذه الأشياء.
نجد أن الرسول (ص) ومن أجل المحافظه علي صحة الانسان هذا الكائن
والمخلوق المقيّم والمكرم سن لنا أن نقوم بنفض الملابس والأحذيه قبل
ارتدائها مخافة أن يكون فيها شئ يؤذيه ، كذلك نفض السرير قبل الرقود عليه .
لا ننسي هنا أدعية اليوم والليله التي يقولها المسلم صباحا ومساء
فهي تحتوي علي ادعية الحفظ من الهوام والحشرات المؤذيه ( أعوذ
بكلمات التامات من شر ما خلق ) وبهذا الأمر يرجعنا الي مسبب الأسباب
وأهمية الارتباط به والايمان به.
http:mmahgoub.blogpost.com
رابط المدونه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ممتاذه.,