الثلاثاء، 19 يناير 2010

عرض كتاب ذكريات هندية


زخات من فيض ذكريات الهند


"عرض كتاب: "ذكريات هندية

الهند.. ذلك البلد القارة المترامي الأطراف الممتلئ بالغموض والذي تصطرع فيه معظم المتناقضات؛ فالهند رمز للغنى الفاحش والفقر المدقع، وتعيش فيه حالة من الأمن والاطمئنان، ثم تفاجئك الاضطرابات الدامية والمواجهات المسلحة بين مختلف مكوناته.بلد بكل هذا الاتساع جغرافية وتاريخا؛وبكل هذا الثراء تنوعا وتباينا لا يستطيع كتاب واحد أن يوفيه حقه ولايدعي مؤلف إحاطة بجوانبه.. لكن أخانا العزيز المهندس محمد محجوب الذي حطت رحاله أيام الطلب بالهند يرسم لنا صور من الداخل لذلك البلد العجيب، و قد اطلعت على مسودة كتابه الموسوم بـ (ذكريات هندية.. زخات من فيض ذكريات الهند) فألفيته تحفة رائعة في السرد وآية في الاستقصاء ومتعة في إيراد الحكايات والقصص عن الطلاب السودانيين وعن المدن الهندية المختلفة.والمهندس محمد محجوب جاب الهند من أقصاها إلى أقصاها وتعرف على مدنها المختلفة وخالط الطلاب السودانيين في مختلف جامعاتهم وعاشر الطلاب الأفارقة وكان رئيسا لاتحاد الطلاب الأفارقة بالهند... لذلك جاء كتابه كموسوعة صغيرة فيها احتشدت مئات الأسماء فذكر فيها المدن والحكايات والطلاب حتى داعبته بعد قراءتي المسودة بأني كنت أبحث عن أسماء طلاب من أقربائي درسوا بالهند وكنت من كثرة ما أورد من الأسماء أتوقع أن يذكرهم في إحدى حكاياته الممتعة ورواياته الشيقة.وكتاب مثل هذا من المفترض أن تهتم به جهات كثيرة، منهم على سبيل المثال وعلى رأسهم الطلاب الذين درسوا في الهند في تلك الفترة وأظنها تمتد بين أواخر الثمانينيات إلى أوئل تسعينيات القرن الماضي، وينبغي أن تحتفي به السفارة الهندية بالخرطوم لكثرة ما أورده عن مدن الهند المختلفة وخصائصها، وانظر إليه وهو يقول في مقدمة الكتاب:( جئتك ياهند راغبا ......... يملؤني الشوق....... ويسري في دمي دفق ادرينالين الترقب والحماس .... جئتك راغبا .... دون ضغوط.. او قلة حيلة ..... جئتك محبا عاشقا .. اختارك علي حسناوات كثر .......... مصر ....... رومانيا .. روسيا... باكستان وغيرها ..... جئتك متيما بسحرك الخرافي.. وحكايات المهراجات ..... وبولوالافيال .. وجو الأساطير والجامعات الناطقة بالإنجليزية ...... وتقدم علمي جاء يمشي علي استحياء . لم تخيبي ظني يا هند ... يا الله ما أجملك.. ما أروعك....... وما أبهاك........عشق خرافي نشأ من فوق السحاب ....من أول وهلة.. من نافذة الطائرة .......... مع مشهد ارضك الخضراء وغاباتك الوريفة والمروج المنتظمة المزروعة بالخير ومساحات شاسعة تتمدد تحت السحاب ولا تري فها قفرا بلقعا أو أرضا يبابا .يا الله .......... ما أجمل ذلك الشعور بالدهشة مع أول استقبال من موظفي المطار وأنت المدل بلغتك الإنجليزية او الجاهل بها....... لا تكاد تفهم شيئا من لكنته الهندية الكثيفة ... ( فير آريو فروم) يعني where are you from ؟ من أين أنت ما اجمل ان تشعر بأنك طائر طليق محلق في ملكوت الله .... تستمتع بأجنحتك المنبسطة الممدودة المفروده تتحسس بها تيارات الهواء البارد المنعش تقتحم بها دنياوات جديدة .. وسماوات جديدة .. ومغامرات جديدة ..)ثم انصت إليه هو يتحدث عن كل مدينة: (دلهي...... أو نيو دلهي ...... هي عاصمة الهند ....... كانت يوما مهد الحضارة الاسلامية وعاصمة المسلمين .بنيت علي طراز حديث أيام الاحتلال البريطاني .. شوارعها واسعة وتخطيطها جميل ... بومبي... بوابة الهند المطلة علي بحرالعرب ... قبلة التجار والسياح وطلاب المتعة الحرام ومتعاطي المخدرات من شذّاذ الآفاق وعديمي الأخلاق فتجدهم صرعي منتهين علي أطراف الساحل ( البيتش) في كولابا الفاتنة بفنادقها ومواخيرها وقوّاديها... بوبال ... المدينة الساحرة...... الباهرة الجمال.. فتنت بحبها منذ أن وطئت أقدامي أرضها المخضرة ... المتشحة بالجمال الأخضرالسندسي في نهايات موسم خريفي واعد بالخير زرعا وضرعاً... ناقبورمدينة البرتقال THE CITY OF ORANGE أو اليوسفي حيث تشتهر بزراعته وتستطيع شراء القفة بروبيات قليلة ...)وهكذا يأخذك إلى كل مدينة حتى لتتمنى لو زرتها فعلا... والكتاب مليئ بالقصص الممتعة والمغامرات الشبابية.. وفيه قصة الهداية التي أصبح بعدها أحد الدعاة إلى الله تعالى منخرطا في سلك الدعاة وسالكا درب الهداة المهديين بحمد الله تعالى..كتاب المهندس محمد محجوب جدير بالمطالعة لأن به متعة لا تنسى وقصص تظل عالقة بالذاكرة زمنا طويلا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ممتاذه.,